القطب الشمالي هو ثاني أبرد مكان في العام والسبب في كونه أقل برودة من القطب الجنوبي هو أن معظمه بحر وماء البحر مالح ويجمد على درجة أدنى من الماء العذب . ومياه المحيط القطبي متحركة تحت جليد الشتاء ولا تتجمد بل تظل متحركة . والماء البارد يحتوي على أكسجين وثاني أكسيد الكربون أكثر مما يحويه الماء العذب ومع أن القطب الشمالي شديد البرودة إلا أنه مصدر غني للغذاء فالعوالق النباتية تعيش على الأكسجين وثاني أكسيد الكربون الموجود في الماء وهذا يعني غذاء وفيرا للعوالق الحيوانية. العوالق النباتية تعيش على الأكسجين وثاني أكسيد الكربون الموجود في الماء وهذا يعني غذاء وفيرا للعوالق الحيوانية هي أساس حياة المحيط لأنها غذاء الأسماك وثدييات المحيط القطبي ضخمة وكثيرة العدد الفقم يقتات بالسمك والدب القطبي يقتات بالفقم والسمك وأعظم الثدييات قاطبة الحيتان تعتمد كليا على العوالق في غذائها وثمة فرق كبير بين الصيف والشتاء في المحيط القطبي . ففي الصيف تشرق الشمس بإستمرار على المحيط فيتاح بذلك للعوالق النباتية أن تقوم بالتخليق الضوئي على مدى 24 ساعة يوميا .لذلك تنمو وتتكاثر بسرعة وهكذا تفعل العوالق الحيوانية التي تقتات بها عندها فإن جميع الحيوانات التي تتغذى بالعوالق تجد غذاء وفيرا فأسماك المياه الباردة والأخطبوط والفقم والحيتان ودببة القطب الشمالي تستطيع أن تأكل بقدر ما تشاء.
ولكن في أيام الشتاء المظلمة حين تقصر ساعات النهار يتجمد سطح المحيط ويصبح قطعة جليد صلبة لعمق عدة أمتار وعلى الفقم الذي يظل هناك ان يحفر ثقوبا في الجليد لكي يخرج منها أنفه كي يتنفس.
العديد من الأسماك والحيوانات الضخمة ترحل جنوبا إلى مياه المحيط الأطلسي المفتوحة ولا يعود بإمكان العوالق النباتية أن تتوالد تحت الجليد بسبب إنعدام النور فتصبح العوالق نادرة الوجود وترحل الحيتان إلى أماكن أخرى سعيا وراء غذائها ، وتفترق الدبب القطبية في الشتاء فيرحل الذكر جنوبا سعيا وراء صيد أكثر تاركا الأنثى الحبلى لتحفر كهفا لها في الجليد تسبت فيه إلى حين مولد صغارها في ديسمبر.
والمراعي القطبية تدعى (( توندرا)) وكانت مغمورة بالجليد حتى 20.000 سنة خلت وتوجد التوندرا في أقصى شمالي أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية والحياة متشابهة في كل تلك الأماكن ولأن المناخ قاس جدا فلا توجد إلا أجناس قليلة من الحيوانات والنباتات في التوندرا والسلسلة الغذائية شديدة البساطة فلا مكان للتناقس حيث الظروف القطبية وحدها بالكاد تكون محتملة وكل خلل في السلسلة الغذائية يؤثر على الحلقات الباقية فيها . وأهم النباتات في التوندرا هي الأشنة ، والأنواع التي تنمو في القطب الشمالي تسمى أحيانا (( طحالب الرنة )) وتنمو فوق الأراضي الصخرية حيث لا ينبت شيء آخر وتنمو كذلك بعض أنواع الأعشاب القوية الأخرى إذا وجدت تربة لها كما أن بعض أنواع الصفصاف القزم تتواجد في الأماكن الأقل تعرضا . وهذه النباتات غذاء الوعل والكاريبو الكبير الأميركي والرنة الأوروبية ويعيش عليها كذلك اللاموس والأرنب القطبي والذئاب بدورها تعيش على الكاريبو والرنة وبوم القطب والثعالب تعيش على اللاموس والأرانب ايضا .